Close

April 28, 2017

بعض خواص الفنون الإسلامية

للفنون الإسلامية خصائص معينة عامة عبر كل الحقب وخصائص خاصة استقلت فيها كل حقبة عن الأخرى.

من الخصائص العامة للفنون الإسلامية:

1- استخدام الخط كوحدة زخرفية تجميلية: وهو أمر فريد ومتميز لجأت إليه الأمة المسلمة فطوعت الخط العربي المرن القابل للتشكيل وخلقت منه لوحات بهية تعتبر تحف كمالية على الصعيد فما بالنا إن نظرنا إلى معاني تلك اللوحات التي تغلب عليها آيات القرآن.. وهو ما جعل التكامل بين الشكل والمضمون الرمزي والروحي غاية في الرفعة والرقي.

2- استخدام الخامات الرخيصة المتاحة في المكان وتحويلها إلى تحف فنية معمارية وتزيينية، فعموم البناء والتزيين الإسلامي (في معظمه) لم يكن فيه استخدام مجوهرات أو أحجار ثمينة من اجل إضفاء الروعة والبهاء، ولكن بدلا من ذلك تم استخدام الصنعة الدقيقة والتزيين المدهش الذي حول الطين البني إلى لوحات رائعة مزخرفة، وحول الحجر العادي إلى ألوان مزينة ملفتة للنظر.

3- التجريد الزخرفي: يميل الفنان المسلم دوما إلى التعبير عن نفسه باستخدام الأنماط الزخرفية المختلفة، وقد تم ابتكار المئات من الوحدات الزخرفية والأنماط الجديدة التي تفرد أو تمزج بين أنواع الزخرفة النباتية والهندسية والحيوانية (المؤسلبة غالبا) والخطية.

وقد حاكى الفنان المسلم الطبيعة في أشكال زخرفته وحورها، لكنه لم يلجأ في المجمل إلى رسم الأشخاص أو الأحداث أو ما شابه، فالمكان الذي يصدح بالأذان (الله أكبر) خمس مرات في اليوم الواحد يذكر أن الله أكبر من كل تلك الأحداث والرسوم، لذلك كان الحل الأمثل والتعبير الصحيح هو الزخرفة والتزيين والتجريد الجمالي البحت البعيد عن المواضيع المشوشة.

4- الزخرفة المسطحة: معظم الزخارف الموجودة في العمارة الإسلامية هي زخارف مسطحة.. ربما تكون نافرة بعض الشيء أو محفورة.. لكنها ليست مجسمة على الإطلاق، إذ لا حاجة فنية أو توظيفية على الإطلاق لإضافة مجسمات داخل المسجد، وما الذي ستعبر عنه أصلا إن تمت إضافتها؟!

5- التكرار: تنتشر في الزخرفة الإسلامية تلك الوحدات المكررة وتمتد عبر مساحات تملأ الفراغ وتجعل العين تتبعها لتصل غالبا إلى عبارة خطية أو إلى نافذة مشرقة ملونة أو إلى قبة تشير نحو السماء.

لقد تم ملء الفراغات بالأنماط الزخرفية المتكررة والمتشعبة حتى ليشعر المرء أن الكتلة المزخرفة بأكملها عبارة عن واحدات مجتمعة تشبه البشر, اجتمعت مع بعضها البعض لتؤلف تلك المنظومة الإيمانية المتكاملة المتجهة في عبوديتها نحو السماء.

6- هناك خاصية تم إلصاقها بالفن الإسلامي وقد وجدت أنها متفاوتة حسب العصور وليست سمة موحدة بين جميع الأنماط، وهي كراهية الفراغ.

لن تجد هذا الأمر جليا في مساجد العصور الأولى مثلا (والعديد مساجد العصور اللاحقة)، بينما تجده حاضرا وبثقل في مساجد العصر المملوكي، والتركي والفارسي..

فالعرب عموما (كانوا) يفضلون الفراغ أكثر من تفضيلهم  للازدحام وذلك نتيجة نشأتهم في الصحراء وما فيها من فراغات رملية مريحة للروح.. والأفق المتصل بالسماء المفتوحة مع فضاءاتها التي تحدها النجوم (الزخارف) أو القمر (النوافذ). وهذا ما جعلهم يوسعون بالبناء مع جعل الزخارف واحات تتناوب على إضفاء الجمال المتاخم للفراغ.

أما التزيين الكلي الذي غطى المساحات في مساجد أخرى فأعتقد أنها تعود لسببين: الأول هو منشأ المتحكم ببناء المسجد ورؤيته التي من الممكن لها أن تفترض هكذا أنواع من التزيين الممتد فوق كل شيء ( فارسي مملوكي الخ..).

والسبب الثاني هو السعي المتهافت لإبراز عظمة السلطان الحاكم بإضفاء كل آيات الجمال المعجز للصرح الذي سينسب إليه.

محمد الحموي