Close

March 27, 2017

فنّ صناعة الزجاج

من كتاب جمالية الفن العربي _ د.عفيف بهنسي

واشتهرت سورية بصناعة الزجاج وزخرفته منذ عهد الرومان أيضا. وكانت الزخرفة تتم بنقش الزجاج وحفره باليد أو بواسطة الدوار. ولقد عثر بسامراء على قطع من الزجاج النقي محفورة حفرا غائرا.

ولكن صناعة الزجاج في العهد الفاطمي بلغت شأوا عاليا في مصر وسورية. وأهم ما فيها هي زخرفة الزجاج برسم البريق المعدني وألوان ا لميناء واستخدم الزجاجون أطيافا من الألوان المائلة للخضرة أو الحمرة. وفي المتاحف العالمية .نماذج من الزجاج الفاطمي المحلى برسوم نافرة ملونة بحيوانات أو بزخارف نباتية. وثمة زجاج مذهب ومطلي بالميناء. وكانت دمشق وحلب من أهم مراكز هذا الزجاج ويذكر القزويني ١٢٠٣ – ١٢٨٣ تقدم صناعة هذا الزجاج ويصف ما في أسواقها من أكواب وأوان بديعة.

ولقد انتقلت مصنوعات دمشق الزجاجية إلى أسواق القاهرة ومنها إلى العالم وهكذا حملت صناعة الزجاج اسم دمشق غالبا. وطريقة التذهيب والطلاء بالميناء تتم على الشكل التالي:

يصنع الصانع الزخارف على الآنية بريشة يرسم بها الخطوط السوداء أولا ثم يفرشها بالألوان المذهبة بفرشاة وبعد حرق الآنية بالنار يضع اللون الأحمر ثم يطليها بالميناء اﻟﻤﺨتلفة الألوان وطلاء الميناء مؤلف من ذائب الرصاص وملون بالأكاسيد المعدنية-الأخضر من أكسيد النحاس والأحمر من أكسيد الحديد والأصفر من حامض الانتيموان والأبيض من أكسيد القصدير والأزرق من مسحوق اللازورد. ومن أبهى المصنوعات الزجاجية )المشكاة)  التي تحمل دائما اسم دمشق مع أن بعضها كان يصنع في القاهرة في عهد الملك الظاهر بيبرس والناصر قلاوون. ومما لا شك فيه أن فن التطعيم والتجميع كان شائعا في شرقي البلاد العربية وغربيها ولكنه بلغ درجة متفوقة خلال القرن الثالث عشر والرابع عشر في سورية ومصر أيام حكم الممالك كما كان منتشرا في الأندلس والمغرب. ولقد بدت هذه الفنون في صناعة الصناديق والأثاث والأبواب ومثالها الرائع كرسي يرجع إلى عام ١٣٦٩ م محفوظ في المتحف الإسلامي- القاهرة. ومازالت هذه الصناعة شهيرة في دمشق والقاهرة وتونس بل وفي أسبانيا أيضا.